التعلّم النشط : يشهد مجال إعداد المدربين التربويين تطورًا متسارعًا. ويعود هذا التطور إلى تبنّي استراتيجيات تعليم حديثة، أبرزها التعلّم النشط. ويعتمد هذا النوع من التعلّم على إشراك المتدرب في العملية التدريبية بصورة مباشرة وفعّالة. لذلك، أصبح التعلّم النشط أداة أساسية في بناء مهارات المدرب التربوي، لأنّه يدعم التفكير، ويعزّز الفهم، ويرفع مستوى التفاعل. بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا الأسلوب على تطوير أساليب التدريس، ويمنح المدرب خبرة عملية قابلة للتطبيق داخل الصف.
مفهوم التعلّم النشط وأهميته في تدريب المدربين
يقوم التعلّم النشط على تحويل المتدرب من متلقٍ سلبي إلى مشارك فعلي. ولذلك، يعتمد على الحوار، والتجريب، والعمل الجماعي. كما يوفّر بيئة تدريبية تدمج التجربة المباشرة مع التفكير النقدي. علاوة على ذلك، يتيح للمدرب فرصة ممارسة مهاراته خلال التدريب، بدل الاكتفاء بالتلقّي.
وتظهر أهمية هذا النوع من التعلم في عدة جوانب مهمة. أوّلها، أن التعلّم النشط يعزّز الدافعية الداخلية. وثانيها، أنه يزيد قدرة المتدرّب على الاحتفاظ بالمعلومات. وثالثها، أنه يشجع على الإبداع. بالإضافة إلى ذلك، يرفع هذا الأسلوب مستوى التفاعل داخل القاعة بصورة واضحة، لأنه يركّز على أداء المتدربين وليس على الشرح النظري فقط.
عناصر التعلّم النشط في إعداد المدرب التربوي
التعلم بالتجربة والممارسة
يحتاج المدرب التربوي إلى خبرة عملية. لذلك، يعتمد التعلّم النشط على تطبيقات مباشرة داخل الجلسة. كما يطلب من المتدرب أداء مهارات محددة. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى المتدرب تغذية راجعة فورية تساعده على التحسّن.
التعلم التعاوني
يُعدّ العمل الجماعي عنصرًا رئيسيًا. لذلك، يتفاعل المتدربون ضمن مجموعات صغيرة. كما يتبادلون الخبرات ويحلّلون المشكلات بطرق مشتركة. علاوة على ذلك، يسهم هذا الأسلوب في بناء مهارات التواصل الفعّال، وهي مهارات ضرورية لأي مدرب تربوي.
حل المشكلات كأداة تدريبية
يواجه المدرب التربوي تحديات كثيرة داخل الصف. لذلك، يساعد التعلّم النشط على تدريب المتدربين على تحليل المشكلات التعليمية واقتراح حلول. كما يعزز التفكير النقدي. بالإضافة إلى ذلك، يمنح المتدرب القدرة على اتخاذ القرار بسرعة.
العصف الذهني
يُعدّ العصف الذهني من أقوى أدوات التعلّم النشط. لذلك، يستخدمه المدربون لإنتاج أفكار جديدة. كما يشجع هذا الأسلوب على الإبداع. بالإضافة إلى ذلك، يساعد على تعزيز الثقة بالنفس، لأن كل متدرب يعرض أفكاره بحرية.
ارتباط التعلّم النشط بتقنيات الصوت ولغة الجسد
يعتمد المدرب التربوي على مهارات العرض. لذلك، يحتاج التعلّم النشط إلى استخدام تقنيات الصوت بصورة واضحة. كما يساعد تغيّر نبرة الصوت على جذب الانتباه. بالإضافة إلى ذلك، توضّح طبقات الصوت النقاط المهمة داخل النشاط.
ومن ناحية أخرى، تلعب لغة الجسد دورًا أساسيًا. ولذلك، يحتاج المدرب إلى حركة مدروسة. كما يجب أن يستخدم إشارات اليد عند الشرح. علاوة على ذلك، يعزز التواصل البصري مستوى المشاركة. ومع الجمع بين الصوت والحركة، يصبح التفاعل أعلى، ويتحسن فهم المتدربين.
فوائد التعلّم النشط في تطوير كفاءات المدربين التربويين
يؤثر هذا النوع من التعلّم في إعداد المدرب التربوي بطرق عديدة، من بينها:
- تنمية مهارات التفكير النقدي
يساعد التعلّم على تحليل المواقف التعليمية بشكل دقيق. كما يدعم اتخاذ القرار. - تعزيز مهارات التواصل
يحتاج المدرب إلى تواصل فعّال. لذلك، يدعم العمل الجماعي هذه المهارات. كما يطوّر قدرة المدرب على الحوار. - رفع مستوى الثقة بالنفس
يمنح التعلّم النشط فرصًا واسعة للمشاركة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد على التعبير عن الرأي دون خوف. - تنمية مهارات القيادة التربوية
يُكسب التدريب النشط المتدرب مهارات إدارة الصف. كما يطور المرونة في التعامل مع المتغيرات. - تحسين القدرة على الإلقاء والعرض
يعتمد التدريب النشط على التقديم العملي. لذلك، يستطيع المتدرب تحسين صوته وحركته. كما يتعلم التحكم في الجمهور.
استراتيجيات التعلّم النشط الملائمة لإعداد المدربين التربويين
لعب الأدوار
يعرض المتدرب موقفًا تدريبيًا أو تعليميًا. ثم يؤدي دور المدرب. وبعد ذلك، يحصل على تغذية راجعة. ويُعدّ هذا الأسلوب من أفضل طرق المحاكاة.
التعلم القائم على المشاريع
ينفذ المتدرب مشروعًا تدريبيًا متكاملًا. ثم يعرض نتائجه. كما يشرح خطواته. بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه الطريقة مهارات البحث والتخطيط.
مناقشات التفكير الناقد
تُطرح أسئلة مفتوحة. ثم يناقش المتدربون الإجابات. كما يقارنون بين وجهات نظر مختلفة. علاوة على ذلك، يساعد هذا الأسلوب في تطوير مهارة التحليل.
التعلم المدمج
يجمع بين التدريب الحضوري والتعلم الإلكتروني. لذلك، يصبح التدريب أكثر مرونة. كما يرفع من كفاءة المتدرب، لأنه يستخدم أدوات رقمية حديثة.
خاتمة
في ضوء التطور التعليمي، أصبح هذا التعلّم أداة أساسية في إعداد المدربين التربويين. ولذلك، يجب دمجه في جميع برامج التدريب. كما ينبغي للمدرب أن يطبق استراتيجياته المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المتدرب إلى استخدام تقنيات الصوت ولغة الجسد حتى يحقق أداءً عاليًا. وعندما يتفاعل المتدربون داخل القاعة، ترتفع جودة التدريب. ومع استمرار الممارسة، يصبح المدرب التربوي قادرًا على إدارة الصف بثقة وكفاءة.
